عندما دخل المدير إلى مبنى الشركة سمع صوت طفل في غرفة الاجتماعات.. فهتف من في الغرفة؟
فتح المحاسب الباب قائلاً: عفوا يا سيدي لقد أصيبت زوجتي بانفلونزا حادة وتحتاج إلى راحة تامة ولم أجد حلاً سوى إحضار صغيري معي وأطمئنك أن الوضع سيكون تحت السيطرة وسوف أؤدي عملي وأنجز ما كلفتني به بالأمس وبصحبتي صغيري الذي سيكون غاية في الأدب والهدوء!
فلا تقلق يا سعادة المدير وثق...
لم يجب المدير بأكثر من: أنا أثق فيك ومضى وتركه!
شعر المحاسب بقلق شديد حيث إنه أول موظف يصحب صغيره معه في الشركة كما أن حيادية المدير وعدم تعليقه كان أمرا مزعجا!!
ترك المحاسب صغيره في إحدى الغرف ومضى للغرفة المجاورة لإنجاز عمله حيث إن الاتصال بينه وبين صغيره لم ينقطع، ثم لم يلبث المحاسب أن انهمك في العمل وقد نسى فيه الصغير!
..انتبه بعد أكثر من ساعة وأخذ ينادي الصغير ولكنه لم يرد!
قام منزعجا نحو غرفة الصغير وفتحها بسرعة...
ويا للمفاجأة...الصغير غير موجود في الغرفة!
هب مسرعا يبحث في الغرف المجاورة لم يجده ثم بدأ بالبحث في جميع طوابق المبنى ولكن لا رجع ولا أثر!!
ازداد توترا وقلقا وقبل أن ينزل من الطابق السادس مهموما يائسا وإذا به يسمع صوت الصغير قادماً من إحدى الغرف التي لم يبحث فيها.. ركض إليها مهرولا ولكن يا لخيبة الأمل.. شعر بغصة في حلقه وألم في معدته وتزايدت سرعة نبضات قلبه.. فالغرفة الوحيدة التي لم يبحث فيها كانت.... غرفة المدير العام!!
فتح المحاسب باب غرفة المدير وقد تيقن أن هذا هو آخر يوم له في الشركة... لكن المفاجأة كانت تنتظره!!
كان المدير والصغير قد افترشا الأرض وقد أمسك الأول بقصة للأطفال يحكيها للصغير في يد وفي يده الأخرى دمية يحركها وقد لبس هو والصغير قبعة ورقية!