متابعة- الفارس
قررت اللجنة المنظمة لمسابقة شاعر المعنى، بعد انتهاء الحلقة الرابعة التي أقيمت مساء الاثنين الماضي، إخضاع المشاركين الثمانية لتصويت الجمهور وإلغاء لقب الشاعر الذهبي، وذلك نظير بعض الإفرازات القبلية التي كانت مع سير الحلقة، وقد أصدرت اللجنة بياناً صحفياً بهذا، أكدت من خلاله أنّ المضامين الأساسية التي تحملها مسابقة شاعر المعنى، ومنها الابتعاد على العنصرية القبلية ونبذ أي دعوة للشتات والفرقة، ونظراً لما حدث أثناء سير الحلقة الرابعة التي أقيمت مساء الاثنين الماضي 2-6-2008م بحضور أمير منطقة عسير صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبد العزيز، من الذهاب إلى بعض الإفرازات القبلية من قِبل بعض الشعراء الثمانية المشاركين، فقد اعتمدت اللجنة التي تم تشكيلها بعد الحلقة مباشرة، إلغاء الشاعر الذهبي في هذه الحلقة، وإخضاع جميع الشعراء الثمانية لتصويت الجمهور والمتابعين، مع احتفاظهم بنسب لجنة التحكيم التي تم الإعلان عنها نهاية الحلقة.
وبهذا تؤكد لجان مسابقة شاعر المعنى، عبر هذا البيان الصحفي، بضرورة الحفاظ على منهجية هذه المسابقة التي تقوم على نبذ الشتات والفرقة، مع العلم بأنّه سيتم استبعاد أي متسابق قد يخالف أنظمة المسابقة وتوجُّهاتها السامية في إظهار شعر المحاورة بصورته الحقيقية، وتأسيس مرحلة نقيّة لشعر خالٍ من المهاترات والعصبيات، وإعطاء دروس عملية لمن لدية الموهبة في هذا المجال، وتعرِّف الجماهير ببعض أسرار شعر المحاورة.
وكان صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبد العزيز أمير منطقة عسير قد جدد رفضه لأي إنحيازات قبلية أو تجاوزات في مسابقة شاعر المعنى، حيث سارع سموه لوقف أي استجداءات غير منطلقة من حس وطني يؤكد الانتماء السعودي.
وحفلت الحلقة الرابعة من شاعر المعنى الذي شهدها سموه وترعاها جريدة الجزيرة إعلامياً، ببعض النعرات القبلية في انحراف غير مسبوق لقانون المسابقة.
وكانت الحلقة قد بدأت بتقرير عن شعراء الحلقة الثالثة، احتوى على ملخص عن الشعراء المشاركين والفائز الذهبي.
إثر ذلك قدم ضيف الحلقة الشاعر سليمان المانع قصيدة غزلية مطلعها:
أنا المخلص لأبونا ادم واجب كثير غلطاته
قسم تركه على عياله نصيبي كان تفاحه
ثم بدأت المنافسة بين الشاعرين سعد العازمي وزايد السفياني، حيث تحاورا حول المعنى الأول عن حق الطريق والثاني عن الكبر ختمه به السفياني هذه الجولة التي وصفها رشيد الزلامي أنّها تعرّضت إلى بعض النقص في تركيب الأبيات، إلاّ أن الشاعرين وفّقا في مناقشة المعاني، وأضاف عضو لجنة التحكيم فيصل الرياحي أن تصوير المعنى تفاوت بشكل واضح بين الشاعرين، ووصف الهاجري هذه المنازلة أنّ الشاعرين تمكنا من توظيف المعنى بشكل جيد، وساهمت الصدفة في أن يلتقط السفياني المعنى حسبما رأى الهاجري.
ثم اهتزت أرجاء المسرح بعد أن جمعت القرعة الشاعر الكبير محمد بن ثايب بأصغر مشارك الشاعر الكويتي فلاح المورقي الذي بدأها بالحديث عن سيف المعنى ليشتد النزال بينهما، ليدعو ابن ثايب أن يكون سيف المعنى من نصيب المورقي، ليعود في الجولة الثانية فيطالب أن يترك السيف له.
ثم أخذ المعنى الثاني عن الإسراف والتبذير، ليطويا منازلة حامية بحسب ما قالها الرياحي، وانتقد تكرار أحد القوافي لدى ابن ثايب في بيتين متتاليين، ليوقف الزلامي الشاعرين في نقطة تفتيش لعجز في بيتين لهما، لكنه تمنى أن يقسم السيف بينهما، في إشارة إلى أنّ الشاعرين أبدعا، وكانت صيحات الجماهير ووقوفها طيلة فترة المنازلة، ذات أثر في أن تكون أبرز الجولات وأقواها منذ انطلاقة البرنامج، وتميز ابن ثايب بسرعة البديهة التي مكّنته من إيقاف أي اندفاع من قِبل المورقي الذي ظهر متعثراً في ردوده مقارنة بابن ثايب، الذي لم تفارق عينيه شاشة العد والدقائق تمر عليه سريعاً، بينما ظهر منافسه حريصاً على تمرير الوقت.
ثم ضجت أرجاء المسرح بأول مشاركة لفرقة نجران التي قدمت لوني الزامل والرزفة الشعبيين، لتضيف على جو الحلقة مزيداً من الإثارة والمتعة.
بعدها أعلنت نتائج الخلقة الثالثة التي تأهل فيها الشاعر الذهبي سلطان المنصوري، ليضم له بالتصويت شايع العيافي بأعلى نسبة 95.34% ومعه الشاعران فهد الذبياني 94.09% ومدشوش الأكلبي 93.50%.
ثم عادت المحاورة بين كل من طامي الرياحي وهادي الرزقي، ودارت بين معنيين الأول الغش والثاني غلاء المهور، ووصف سلطان الهاجري هذه الجولة بالجيدة، مثنياً على توظيف طامي للمعنى.
ليختتم الشاعر سالم البلوي ومهدي الحبابي الليلة بمنازلة فشل فيها الحبابي بعنصرية قبلية جعلت من مشاركته الأضعف، بعيد أن استعان بالقبيلة في محاولة لم تلق الاستحسان من المتابعين، وهو الأمر الذي لم يرق لرشيد الزلامي، بعد أن لاحظ تسمية للقبيلة لينضم له سلطان الهاجري برفض لمثل هذه المشاركات.
واختتمت بمشاركة مثيرة لفرقة نجران نالت استحسان الحضور.
هذا وستضم الحلقة الخامسة كلاًّ من الشعراء سعيد الفهري، محمد بادي المطيري، علي سالم المري (قطر), تركي السلمي، عبد الله الأشرم الرشيدي، رائد السواط، صالح الغامدي ومحمد عبيد الحربي.
إلى ذلك شهدت الحلقة الرابعة من مسابقة شاعر المعنى، حضور فئة كانت محل اهتمام وترحيب الجميع، حيث استضافت اللجنة المنظمة للمسابقة ما يقارب من عشرين شخصاً من ذوي الاحتياجات الخاصة من مركز التأهيل الشامل بمدينة أبها .. وقد تم تحديد موقع مناسب لهم في المسرح بالدرجة الأولى، حيث استمتعوا بمجريات الحلقة وأمضوا وقتاً لا بأس به حتى وقت متقدم من الحلقة.
وقد حظي دعوة هذه الفئة الغالية على قلوب الجميع باحترام، حيث حرص المنظمون والقائمون على المسابقة بتقديم كل الخدمات التي يحتاجونها.
ومن جهة أخرى تحقق حلم الشاعر الكبير محمد بن ثايب، وذلك حين أتت القرعة لتضعه مع الشاعر الكويتي فلاح المورقي.
حلم ابن ثايب الذي تحول إلى حقيقة كانت ليلة المسابقة، وذلك حين رأى ابن ثايب في منامة بأنه سيقابل المورقي، وقد أعلن ذلك قبل الحلقة لبعض القريبين له.
نزال ابن ثايب والمورقي كان كما وصفه عضو لجنة التحكيم فيصل الرياحي بالنزال الساخن، وكما وصفه الجمهور بأقوى وأفضل النزالات، هذا النزال قد يسجل بأنه جمع أحد أكبر الشعراء في المسابقة سناً ومكانة (ابن ثايب) وأصغرهم سناً المورقي، وكذلك جاء النزال ليؤكد شاعريتهما وجماهيريتهما، حيث ظل الحضور طيلة المنازلة في قمة صمتهم وإنصاتهم.